كل عام تقوم شريحة كبيرة من السيدات المثقفات المتعلمات الناجحات في أعمالهن بالإستقالة من وظائفهن و الإختيار بأن يجلسن في البيت لرعاية الأطفال و العائلة. منهن من تفعل هذا وهي مقتنعة تماماً و منهن من تفعل ذلك لأن الظروف دفعتها لذلك .
يا تُرى ما الذي يجعل إنسانة ناجحة تعبت كثيراً للحصول على شهادتها و منصبها في العمل أن تترك كل هذاطواعية؟ أكتب لكم هذا المقال مع كل شعور بالصراع و التناقض والألم و التعب الذي تشعره هذه الأمهات .
البقاء في البيت أقل كلفة من العمل :لأن العمل يعني وضع الأبناء في حضانة لها تكلفة عالية، و وجود عاملة في منزل، باللإضافة إلى تكلفة المواصلات و أيضا ًمصروف ملابس العمل . كل هذه المصاريف قد تجعل الراتب الذي تتلقاه لا يستحق التعب.
التوتر و الإرهاق :ضغوطات العمل ومسؤولياتهم تزيد من التوتر عن الأم مما يجعلها عصبية و ليست في أفضل حالاتها أغلب الوقت.
ساعات العمل الطويلة: مما يعني وصولها للمنزل في وقت متأخر و عدم لقائها بأبنائها بما يكفي
مفاجآت غير متوقعة : مثل مرض الأبناء بشكل متكرر مما يجعلها تغيبها عن العمل كثيراً و إما تحسب هذه الأيام من إجازتها السنوية أو تخصم من راتبها.
رغبتها في أن تكون المعلمة الأولى لأبنائها : تقول أحد الأمهات :كنت أعمل و أضع أبنائي عند أختي أثناء ذلك ، أختي هي أروع إنسانة في العالم و لكنني أريد أن أربي أبنائي بنظام و أسلوب معين بينما أختي لها تفكير يختلف كثيراً عن تفكيري. أيقنت أن أطفالي هم مسؤوليتي أنا فتركت العمل لأركز على تربيتهم كما أعتقد و أريد".
فترة مؤقتة و أيام ذهبية : الكثيرات يعتقدن أن السنوات الأولى هي أجمل سنوات أطفالهن و يرغبن أن يشهدن كل لحظة فيها ( أولى الخطوات، أولى الكلمات و غيرها )
عدم وجود دعم كافي من العائلة : للأسف قد يكون الزوج غير داعم لعمل الزوجة.
أسهل للعائلة : قد يكون عمل المرأة يصعب كثيراً نظام العائلة خاصة فيموضوع توصيل الأولاد و استقبالهم عند العودة من المدرسة . تدبير شؤون المنزل و حضور مناسبات الأطفال و أخذهم لمواعيد الطبيب و غيرها.
عدم وجود دعم من العمل : للأسف الكثير من الشركات تصعب الموضوع على الأمهات مثل إعطاء إجازة أمومة قصيرة ، عدم وجود نظام دوام مرن ، رفض الإدارة أن تعود الأم مبكراً و تكمل عملها من المنزل.
عدم القدرة على التوازن : تقول أحد الأمهات "قررت أن أظل في عملي بعد إنجابي لأطفالي و ظللت سنتين أعمل كنت خلالها أحاول جهدي أن أوازن بين العمل و أطفالي و تدبير البيت و مواعيد الطبيب و تدريس الأبناء و رعاية صحتهن و لكنن وجدت نفسي مستنزفة جدا ًو رغم كل هذا التعب لم أستطع إيجاد التوازن بين هذه الأمور و أصبحت حياتي فوضى. فكان قراري بالاستقالة و التفرغ لأسرتي.
وظيفة غير مشجعة : و هنا أحب أن ألفت النظر إلى نقطة مهمة ، بعض السيدات يعملن في وظائف روتينية و ولا يبذلن جهداً كافياً لتطوير أنفسهن وظيفياً، النتيجة تكون بقاؤها في وظيفة كمبتدئة لفترة طويلة، و بالتالي عنما تصبح أم لن تتردد في ترك وظيفتها لأنها أصلا غير مجزية بنظرها.
عزيزتي الأم, إذا سألتيني أي قرار هو الأفضل سأقول لك التالي, هذا قرارك و أنت هي أفضل من سيقرر ما يناسبك و يناسب حياتك ، لا تسمحي لأحد بأن يقلل من قرارك بترك العمل و الجلوس في البيت و إياك أن تسمحي بأن يحكم عليك أحد بأنك أم سيئة إذا قررت الاستمرا في عملك . هي حياتك، هي أسرتك، هي ظروفك و مسؤولياتك و أنت أفضل و أحكم من ينظمها.
هل أنت أم تركت عملها و فضلت الجلوس في البيت ؟ لماذا ؟
أسعد الله أوقاتكن أيها الأمهات الرائعات.