كثيرا ما نسمع مقولات مثل أنا غصب عني عصبي مثل أبي أو ابنتي طبعها مثل عمتها أو جينات هذه العائلة لها صفة معينة! فهل فعلا للجينات علاقة مباشرة بالسلوك و التصرفات؟
أثبتت الدراسات العلمية بما لا يدع مجالا للشك أن مخ الخلية الحية موجود في غشائها و ليس في النواة كما كان يعتقد سابقاَ ومن المعروف أن غشاء الخلية لا يحتوي DNA و تتم برمجته من خارج الخلية عن طريق المعطيات البيئية المحيطة و الحالة النفسيّة و الروحيّة.
هذ ا يعني أن المؤثرات و ليس الجينات هي المسؤولة عن ما هيتنا و سلوكنا و تصرفاتنا و هذه المؤثرات تقوم بخلق مسارات عصبيّة في أدمغتنا تصير أقوى مع التكرار و جزءَ من سلوكنا و عاداتنا.
أنواع المؤثرات:
البيئة : البيئة الأساسية الأولى هي الأبوان, فهما المهندسان اللذان يشكلان جزءاً كبيراً من شخصية و تصرفات الأبناء, خاصةً في سنوات الطفولة الأولى. لتربية الأبوان أثرٌ كبيرُ جداً على سلوك و حياة أبنائهم.
أفكارنا : الأفكار أقوى بكثير من الجينات و العقل الواعي هو الرئيس و المسؤول عن أعمالنا و سلوكنا فهو الذي يحلل البيانات و المعطيات و يعطي الجسم الأوامر بأن يتصرف. و هنا يأ تي دور الإيمان و المعتقدات و برمجة الدماغ, فكل إنسان يستطيع برمجة عقله بنفسه فكل فكرة لها تأثير على كيمياء الدماغ بشكل يؤثر على السلوك و التصرفات لاحقا.
و هناك عدة طرق لبرمجة ادمغتنا و كل إنسان يستطيع أن يبرمجه كما يشاء و ذلك عن طريق الصلاة و التأمل و القراءة و التعلم. وهنا نتذكر الحكمة المشهورة:
راقب أفكارك لأنها ستصيركلماتك, راقب كلماتك لأنها ستصبح أفعالك, راقب أفعالك لأنها ستتحول إلى عادات, راقب عاداتك لأنها ستكون شخصيتك, راقب شخصيتك لأنها ستحدد مصيرك.
من عدل الله سبحانه و تعالى أن كل إنسان هو المسؤول عن تحديد مصيره (و أن ليس للإنسان الا ما سعى ) اعلم أيها الانسان انك حر و مسؤول عن عملك و عن مسار حياتك فلتصمم حياتك كما تشاء.