هل هنالك علاج للتوحد؟
كما ذكر في المقال الأول عن طيف التوحد، هنالك مجموهة هائلة من العوامل والمسببات، مما يجعل توفرعلاج شافي مهمة صعبةً جداً. ولا يوجد حتى هذه اللحظة علاج يمكنه أن يشفي أو ينهي مشكلة التوحد من جذورها، وانما تتوفرمجموعات من العلاجات التي تعنى بتخفيف الأعراض وتحسين مستوى التواصل، أو تمكين المصاب من الحياة بصورة أفضل.
ويمكن أن تقسم العلاجات المتوفرة حالياً الى أنواع:
وغالبا ما تتضمن خطة العلاج إثنان او اكثرمن الأنواع المذكورة، وذلك يعتمد على نصيحة الطبيب المعالج الذي يدرس كل حالة بإنفرادية ويقترح خطة علاجية مناسبة.
و من الملفت حاليا أنه مع إختلاف المسببات ودرجة الإصابة تبقى الأعراض العامة التي يتم عليها التشخيص واحدة، وطرق علاجها متشابهه. وقد شوهدت إختلافات كبيرة في الإستجابة لأنماط علاجية معينة بين المصابين برغم تشابه الأعراض الظاهرية، فما هو السبب؟ وهل ممكن أن تتوفرطرق علاجية جديدة؟
تحمل الدراسات الجينية أملاً كبيرا ًفي حملة البحث عن العلاج الأمثل. وكما هو الحال في جميع الأمراض، فإن الطب الحديث يسعى الى الوصول الى فكرة العلاج الشخصي الناجم عن عمل تحليل دقيق لكل حالة بشكل فردي، وفهم المسبب لهذه الحالة من ثم وصف العلاج المناسب بناء على المسبب للمرض و ليس العرض الظاهر. ويتم ذلك بواسطة عمل مسح جيني للمادة الوراثية كاملة (الجينوم) لدى المصاب ومحاولة الوصول الى الخلل المسبب للتوحد.
فعلى سبيل المثال, وجد أن بعض المصابين يحملون طفرة في الجين UBE3A -الذي ينتج بروتين مهم في تنظيم السيالات العصبية للدماغ- يتحسنون عند اعطائهم علاج دوائي يعوض عن الخلل، وهذا ينطبق على حالات أخرى وجد فيها طفرة واضحة، وهو أمر مبشر بالرغم من أن هذه الحالات نادرة. أما في الحالات التي لم يتضح فيها مسبب جيني واضح، فإن نمط نشاط الجينات عند المصاب سوف يعطي مؤشرًا أو دلالات يمكن الإعتماد عليها لتحديد علاج أنسب، حيث استطاعت الدراسات الربط بين الجينوم للأشخاص ومدى تجاوبهم لأنماط علاجية معينة، وهذا يجعل اعتماد العلاج الأقدرعلى تخفيف الأعراض عملية أسهل.
وبالخلاصة يمكن القول بأنه مع عدم وجود علاج يقضي على التوحد، إلا أنه يوجد تطلعات واعدة وبدايات مبشرة لظهورعلاجات أقدر وأنجح في السيطرة على المرض وإعطاء المصاب فرصة لحياة طبيعية.